المحور الثاني: العقلانية العلمية.

 

 المادة: الفلسفة.

المجزوءة: المعرفة.

المحور الثاني: العقلانية العلمية.

البناء الإشكالي:

يدل العقل على قدرة بشرية يدرك بواسطتها الإنسان الأشياء ويفهم العلاقات الرابطة بينهما من دلالات مفهوم العقل.

 مفهوم العقلانية معناه، بحيث يدل على كل معرفة يتدخل فيها العقل بامتياز، فتتشكل وفق قواعد وقوته هكذا يمكن القول بأن العقل نية علمية ووصف لمعرفة علمية تتأسس على قواعد وعمليات علمية.

فما دور العقل في بناء للمعرفة العلمية؟

هل يستطيع العقل لوحده أن يأسس للعلم؟

ألا يمكن القول بأن التطورات العلمية الجديدة يفرض على العالِمِ المزج بين العقل والتجربة في بناء المعرفة العلمية؟

معالجة الإشكال:

وجهة نظر للفلسفة العقلانية الكلاسيكية:

تأكد الفلسفة العقلانية الكلاسيكية "ديكارت" و "سبينوزا" أن في العقل مبادئ سابقة على التجربة بواسطتها يستطيع العقل بناء المعرفة، بهذا المعنى فالمعرفة العقلانية في نظرهم هي المعرفة الوحيدة التي تغير عن الحقيقة لأنها تتميز بثلاث خاصيات:

1- معرفة مطلقة: إنها ثابتة لا تتغير بتغيير الزمن والمكان.

2- ضرورية: بمعنى أنها حتمية وليست احتمالية، إنها تفرض نفسها عن الجميع بشكل دائم.

3- عامة: ويعني ذلك أنها مشتركة بين جميع الناس ويمكن لأي إنسان التوصل إليها.

 وتعتبر الرياضيات في نظر الفلاسفة العقلانيين الكلاسيكين نموذج المعرفة اليقينية، لهذا نجدهم يدعون إلى ضرورة اعتماد المنهج الرياضي في الأبحاث الفلسفية، أما المعارف المستجدة من التجربة فلا يمكن الوثوق بها ما دامت الحواس خدمت الإنسان حين بينت له أن الشمس هي التي تدور وليس الأرض.

وجهة نظر الفلسفة العقلانية المعاصرة:

استثمار نص "غاستون باشلار":

موقف "غاستون باشلار":

 

 ينتقذ "غاستون باشلار" في كتابه {العقلانية المطبقة}، الفلسفة العقلانية والفلسفة التجريبية الكلاسيكية، ويأسس لعقلية جديد يسميها عقلانية تطبيقية لا تنغلق عن العقل لوحده ولا على التجربة لوحدها، وإنما تجمع بينهما معا من أجل الوصول إلى معرفة علمية تتميز باليقين، فيتجلى ذلك في قوله: "لا توجد عقلانية فارغة كما لا توجد اختبارية عمياء"، بهذا تتسم المعرفة العلمية المعاصرة بأنها معرفة عقلانية وذلك بتدخل المفاهيم والفرضيات والتجربة في بناء النظريات العلمية وفي إقامة التجارب ذاتها. إن المعرفة العلمية في نظر "باشلار" هو نتاج محور دائم ومستمر بين التجربة والعقل.

البنية المفاهيمية: 

العلم: معرفة إنسانية منهجية ودقيقة يتوصل إليها العالِم بفضل منهج معين قد يكون تجريبيا أو عقليا. ويتميز بكونه معرفة ذات يقين مزدوج.

اليقين المزدوج: معرفة لا تقبل الشك ولا يتحقق إلا بجمع بين العقل والتجربة.

العقلانية الفارغة: يقصد بها "غاستون باشلار" العقلانية الكلاسيكية المنغلقة التي تؤمن بأن العقل لوحده قادر على بناء المعرفة العلمية.

الاختبارية العمياء: هي الفلسفة التجريبية الكلاسيكية المتعلقة وتعتبر التجربة في المصادر الوحيد لبناء المعرفة العلمية.

العقلانية المطبقة: هي فلسفة العالِم الجديد التي يقدمها "غاستون باشلار" كبديل عن الفلسفيين الكلاسيكين وهي فلسفة يتميز بانفتاح التطورات العلمية الجديدة خاصة في الفيزياء المعاصرة.

خلاصة المحور: 

يتضح من خلال ما سبق أن العلم يخضع للتطور والتحول والسبب في ذلك هي الظواهر العلمية الجديدة التي يكتشفها العلماء بين حين وآخر، وهو ما جعل إعادة التفكير في معايير التي نميز بواسطتها بين العلم واللاعلم أمرا ضروريا.