المادة: الفلسفة.
المجزوءة: الوضع البشري.
المفهوم: التاريخ.
المحور الأول: المعرفة التاريخية.
تأطير إشكالي:
يدعونا الحديث ونحن نتحدث عن مفهوم التاريخ إلى الحديث عن طبيعة المعرفة التاريخية, فهل تعتبر المعرفة التاريخية علما من العلوم، أم أنها تعدوا أن تكون فنا من الفنون، فهو أشبه ما يكون بالأدب أو الرواية أو الحكاية، حيث يجمع نحو الخيال ويستغرق في الايديولوجيا.
تضعنا هذه التساؤلات والاستفهامات في صلب إشكاليات أبستمولوجيا (معرفية)، توزعت إزائها المواقف الفلسفية وتصوراتها.
فكيف بنية هذه المواقف تصوراتها حول الإشكالية؟
تحليل نص "بول ريكور": بناء الواقعة التاريخية؟
1- إشكال النص:
-كيف تتبنى المعرفة التاريخية كمعرفة تاريخية؟
-على أي أساس تتأسس المعرفة التاريخية؟
2- أطروحة النص:
يؤكد "بول ريكور" على أن المعرفة التاريخية ممكنة التحقق، حيث يقوم المؤرخ بنهج معرفة موضوعية تقوم على أساس التحقق، حيث يقوم المؤرخ بنهج معرفة موضوعية تقوم على أساس الملاحظة للوثائق التاريخية واستنطاقها عن طريق السؤال سعيا للوصول إلى معرفة موضوعية.
يبرز "بول ريكور" عناصر المنهج التاريخي من خلال المراحل التي يلتزم بها في بناء المعرفة التاريخية، في سرد ما وقع في الماضي، يتكون من المنهج التاريخي في ثلاث مراحل أساسي:
ü الملاحظة أو تسجيل المعطيات من خلال الوثيقة والأثر.
ü مساءلة الوثيقة, واستنطاقها, الفرضيات التي توجه المؤرخ إلى دلالات ممكنة.
ü ثم استنتاج موقف موضوعي يعبر عن معرفة موضوعية بالماضي ومعرفة موضوع بناءاً على المنهج.
3- مفاهيم النص:
التاريخ: هو مجموع الوقائع والأحداث التي وقعت في الماضي، والتي تشكل التي يقوم عليه الماضي، ويسمح باستشراف المستقبل.
النقد: هو عملة عقلية يقوم بها الفيلسوف بنقد جميع المعارف وإخضاعها للفحص والمساءلة من أجل الوصول إلى معرفة موضوعية.
4- البنية الحجاجية:
- للدفاع عن أطروحته اعتمد الفيلسوف "بول ريكور" على بنية حجاجية تتمثل في:
v أسلوب التأكيد: تأكيده بأن فهم الماضي يتم من خلال الآثار والوثائق واعتماد الملاحظة من أجل تسجيل المعطيات.
v أسلوب التفسير: إعطاء صاحب النص تفسيرا للموضوعية التاريخية، باعتبارها ناتجة عن ممارسة المنهج التاريخي، وفي الأخير استدل صاحب النص بشخصية من تاريخ الفلسفة، وهو "جوج كونغليم"، الذي اعتبر أن الواقعة العلمية هي جزء من الواقعة التاريخية .
5- الاستنتاج:
نستنتج من خلال النص للفيلسوف "بول ريكور" أن المعرفة التاريخية هي معرفة ممكنة، وذلك من خلال مساءلة الوثائق التاريخية، والاعتماد على المنهج التاريخي.
6- نقد الأطروحة.
يعتبر صاحب النص "بول ريكور" أن المعرفة التاريخية ممكنة انطلاقا من الممارسة المنهجية (الملاحظة، المساءلة، ثم الاستنتاج) للمؤرخ، وهذا يقتضي مجموعة من الشروط التي تستمد المعرفة بالتاريخ، إلا أن التاريخ تواجهه ثلاث عوائق أبستمولوجيا على الأقل، ويمكن حصرها في:
· الضياع التاريخي.
· الكذب التاريخي.
· المصادر التاريخية.
ولهذا فإن المعرفة التاريخية مادامت تحتمل الحقيقة والصدق فمن المؤكد احتمالها الكذب والخطأ، وكل النتائج والتأويلات لا ترتقي إلى مستوى الحسم النهائي.
تحاول المعرفة التاريخية اختراق الماضي كما كان في الحاضر، غير أن الماضي هو زمن الآخرين مختلف من حيث مفاهيمه وتجربته وعالمه.
إرسال تعليق