المادة: الفلسفة.
المجزوءة: الوضع البشري.
المفهوم: التاريخ.
المحور: التاريخ وفكرة التقدم.
تأطير إشكالي:
من أبرز الإشكالات التي تواجهها ونحن نتحدث عن التاريخ، تلك الإشكالات المتعلقة بفكرة التقدم في التاريخ وتطور الأحداث ومحاكاة مستقرة بحياة الإنسان.
- فما الذي يوجه السيرورة ويحكمها؟
- كيف تتحدد حركية التاريخ؟
- هل الأحداث التاريخية يحكمها منطق ما؟ بمعنى هل التاريخ غاية نهائية أم أن التاريخ تحكمه الصدفة والعرضية؟
معالجة الإشكال:
موقف "كارل ماركس":
يرى "كارل ماركس" في كتابه "البيان الشيوعي": أن المجتمعات الإنسانية على اختلاف أنظمتها كانت تعيش صراع بين الطبقات (الأسياد ضد العبيد- النبلاء ضد العامة)، ليكن تاريخها تاريخ صراع وحرب وينقد النظام الرأسمالي، كونه مجتمعا طبقيا ينقسم إلى طبقتين، طبقة تحتكر (أي تملك الأموال ووسائل الإنتاج وهي البرجوازية، وطبقة لا تملك شيء غير القوة عضلية وهي طبقة عالمية أو البروليتارية، ويعتقد "كارل ماركس" أن تناقض المصالح بين هاتين الطبقتين سيأدي إلى قيام الثورة تقلب النظام الرأسمالي إلى نظام اشتراكي، حيث تسود المساواة والعدل وتصير سعادة الإنسانية ممكنة.
موقف "كلود ليفي ستراوس":
يثمن "كلود ليفي ستراوس" التقدم الذي حققته المجتمعات الإنسانية في ميادين مختلفة، لكنه يتنقذ فكرى أن التقدم يسير بشكل منظم ومتصل ويقول على العكس من ذلك أن هذا التقدم يتم على شكل قفزات ويتجرأ في اتجاهات مختلفة حيث تختلف درجات التقدم من مجال إلى مجال آخر، فيمك لمجتمع أن يتقدم بشكل وضعي في المجال العلمي بينما في المجال الأخلاقي أو السياسي قد يشهد انحطاطا، بالإضافة إلى هذا فزاية النظر إلى مفهوم التقدم تختلف وقد تتناقض، وهذا يعني أن ما يراه مجتمع ما على أن التقدم من مرجعياته الثقافية قد يكون بالنسبة إلى مجتمع آخر انتكاسا وتخلفا لأنه يصعب إيجاد معايير كونية نقيس بها درجات التقدم.
خلاصة المحور:
إن الحديث عن التقدم يجب أن ينبهنا إلى ضرورة ربط المجالات في بينها، وهذا الربط لا يمكن أن يتحقق إلا ببناء الإنسان وتكوينه علميا وأخلاقيا وحقوقيا...، وذلك حتى لا نسقط في تقدم استعراضي يركز على المظهر وينسى الجوهر.
إرسال تعليق