المادة: الفلسفة.
المجزوءة: المعرفة.
المحور الأول: التجربة والتجريب.
البناء الإشكالي:
يقول "بيودوهيم" إن نظرية ما لا تصبح عالمية إلا إذا أثبتتها التجربة، لكن:
- ما مالمقصود بالتجربة وفق هذا القول؟ هل المقصود هو التجريبية العفوية والتلقائية أم أن المقصود؟
- وهل التجربة المصطنعة التي تتم في ظروف ووفق خطوات محددة بأشكال مسبقة؟
- وهل التجريب باعتباره مسألة منهجية قادرة على معالجة جميع موضوعات العلم؟
- كيف يمكن للعالم أن يبني المعرفة العالمية عندما يصادف موضوعات لا تقبل التطبيق التجريبي؟
معالجة الإشكال:
استثمار نص: "كلود برنار":
يرى "كلود برنار" في كتابه{المدخل للدراسات الطب التجريبي}، أن المعرفة العالمية لا يمكن بناؤها إلا بواسطة المنهج التجريبي ليكون هذا الأخير هو السبب الوحيد لتأسيس العلم، ويعد المنهج التجريبي خطة منظمة بخطوات محددة بدقة ينطلق فيها العالم من الملاحظات التي يجب أن تكون موجهة وشمولية دقيقة وموضوعية، بعدها يأسس فرضية ثم ينجز التجربة وبعدها يتوصل إلى القانون، وبهذا تكون التجربة عند "كلود برنار"عمل منهجيا صارما بعيدا عن التلقائية والعفوية.
البنية المفاهيمية:
المنهج التجريبي:خطة منظمة تتكون من مجموعات من العمليات الحسية والعقلية هذفها هو الوصول إلى الحقيقة العلكمية للمووضع المادية المحسوسة.
الحقيقة العلمية: رهان البحث العلمي ولا يمكن الوصول إليها إلا باعتماد خطوات منهجية دقيقة تشكل نتيجة الدراسة العلمية.
الملاحظات: هي أول خطوة في المنهج التجريبي، ومن خصائصها أنها تكون ملاحظة موجهة شمولية دقيقة وموضوعية.
الفرضية: هي جواب مقترح يمكن أن يكون صحيحا ويمكن أن يكون خاطأ، وتحتاج إلى مزيد من البحث والقصي.
التجربة: ممارسة منهجية منظمة تتم داخل المختبر يستعمل فيها العالم أدوات دقيقة، والغرض منها هو التحقق من الفرضيات.
القانون: هو النتيجة النهائية للبحث التجريبي ويتميز بكونه صالحات على اختلاف الأزمنة والأمكنة ولو بشكل مؤقت ونسبي.
موقف "روني طوم":
يرى "روني طوم" في كتابه {فلسفة العلوم اليوم}، إن استخدام المنهج التجريبي لوحده ليست كافية لبناء المعرفة العلمية، وذلك لأن تطور العلوم في العصر المعاصر كشف عن محدودية المنهج التجريبي، أما ظواهر جديد بلغت حدا من الدقة والتعقيد، كظواهر "الميكوفيزيائية" والتي لا يمكن إجراء التجربة عليها، لذلك يرى "روني طوم" ضرورة توسيع مفهوم التجريب ليشمل ما هو ذهني ولهذا نجده يدعو إلى الانفتاح على العقل والتفكير وهو ما يسميه بالخيال أو التجربة الذهنية، ويتجلى ذلك في قوله: {لا يمكن للتجريب... أن يستغني عن التفكير}
خلاصة المحور:
نخلص مما سبق إلى كون المعرفة العلمية معرفة منهجية، يمكن استخدام المنهج التجريبي للوصول إليها، هنا المنهج الذي لعب دورا كبيرا في تطور العلوم، إلى أن مستجدات العلم المعاصر أكدت بالملموس محدوديات المنهج التجريبي، وهوما يفرض الانفتاح على العقل.
إرسال تعليق