دروس الثانية باكالوريا في رحاب الفلسفة دروس الثانية باكالوريا في رحاب الفلسفة
b:if cond='data:blog.pageType != "static_page"'>
أحدث الأخبار
Loading...

آخر المقالات

b:if cond='data:blog.pageType != "static_page"'>
أحدث الأخبار
Loading...
جاري التحميل ...

المحورالثالث:الشخص بين الضرورة والحرية. "جون بول سارتر"

 

المادة: الفلسفة.

المجزوءة: الوضع البشري.

المفهوم: الشخص.

المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية.

 

موقف "جون بول سارتر": الاشتغال على نص" الإنسان مشروع" ص 19.

إشكال النص: 

- هل الشخص حر في اختيار مشروعه؟

- هل الشخص مسؤول عن تصرفاته و أفعاله؟ 

- بمعنى هل هو حر في اختيار الموقف أو المشروع الذي يلائمه أم أنه يضل سجين منظومة من القيم و العلاقات التي تحد من أفاقه و تطلعاته الشخصية؟

أطروحة النص:

 يؤكد صاحب النص على موقف فلسفي مفاده أن الشخص مشروع حر و مفتوح على إمكانيات لا نهائية لان هويته تتحدد بالمشروع الذي يختاره لنفسه, فهو دائم التجاوز لوضعيته الأصلية بواسطة الأنشطة التي يمارسها لان وجوده سابق لماهيته. 

تحليل الأطروحة: 

1- يتميز الإنسان بالتعالي على وضعيته لأنه بواسطة الفعل و الحركة و الخلق يستطيع أن يختار ماهيته و بالتالي مشروعه.

 2- اعتبر "سارتر" أن المنهج الذي يختزل الإنسان في بعد واحد مطلق, يكون قد اغفل عن أبعاد حقيقية أخرى تحدد ماهية الإنسان و بالتالي المنهج الجدلي كما يراه سارتر فهو يعطي للذات أهميتها لكن دون ان يقصي الواقع( الموضوع)

 3- دافع "سارتر" عن حرية الإنسان لكون هاته الأخيرة هي ما يشكل جوهر وجوده و تتحقق من خلال الشغل و الحركة و الفعل الذي يمكن الذات من التعالي بشكل دائم على الوضعية التي توجد فيها, فبفضل الممارسة و الخلق و الاختراع يستطيع الشخص تحقيق حريته و بالتالي تحمل مسؤولية أفعاله. البنية المفاهيمية: الشخص, مشروع, حرية, تجاوز, الوثبة, الحركة, الفعل الخيط الناظم بين هاته

 المفاهيم: 

أن الشخص كمشروع متميز بالحرية و بفضلها يتجاوز و يتعالى و ذلك انطلاقا من فعاليته و إبداعه التي يحقق من خلالها وثبة تجعل الإمكانات تنفتح أمامه و هي ما يشكل ماهيته كحرية(الوجود سابق عن الماهية) 

البنية الحجاجية:

 اعتمد النص في الدفاع عن أطروحته على مجموعة من الآليات الحجاجية أهمها. العرض, التعريف, النفي, الإثبات و التأكيد, أدوات الربط المنطقية. أول ما ابتدأ به النص هو العرض لموقف فلسفي من الإشكال المطروح ثم عمد بعد دلك إلى وضع تعريف للشخص بوصفه كمشروع و حرية دائم التجديد, ثم نفى(آلية النفي)اختزال الشخص في بعد واحد ينتهي إلى إثبات و تأكيد موقفه السابق بصدد الشخص كحرية و من أجل ذاته ووظف مجموعة من الروابط المنطقية (وبما أن... فإننا..., يمكن....إنما....وعلى العكس....بحيث). 

خلاصة تركيبية للمحور الثالث:

 يتأطر المحور الذي نحن بصدده ضمن مفهوم الشخص الذي يعد بعدا أساسيا من أبعاد الوضع البشري و الذي يتقاطع و بشكل دائم مع مفهوم الغير. ولعل قضية الشخص في علاقته بمفهوم الحرية و الضرورة يشكل مجال لطرح الإشكال التالي: هل الشخص حر في اختيار مشروعه أم أن هاته الحرية خاضعة لحتميات و بالتالي يحكمها منطق الضرورة.؟ للإجابة على هدا الإشكال سنعمل على استحضار مواقف فلسفية قاربت الإشكال من خلال أطروحات محددة. و أول تصور فلسفي نبدأ به هو موقف الفيلسوف المغربي محمد عزيز الحبابي, إذ يرى أن للشخص حرية يعيشها من خلال انفتاحه على العالم و الآخرين أي في اتجاه الشخصنة- بمعنى اللحظة التي يتجاوز فيها الفعل الإنساني( الذات) نحو الغير و يقتضي أيضا تطابق الفعل مع النية- لكن هاته الحرية ليست مطلقة بل هي مشروطة بالوضع الواقعي والمجتمعي و التاريخي و إنها أيضا ليست حرية ذاتية(كما يتصورها سارتر) عفوية إنما هي حرية منظمة ومشروطة. وفي هدا الإطار و تماشيا مع ما دهب إليه الحبابي نجد "إيمانويل مونيي" رائد الفلسفة الشخصانية الغربية يرى أن حرية الشخص مشروطة بالوضع الواقعي ,( شروط بيولوجية , اقتصادية , مجتمعية) لكنه يتجاوز و يتعالى على وضعيته حينما يعيها و بالتالي يتحرر منها بتحويلها من نقطة ضعف (اشراط) إلى نقطة ارتكاز وقوة نحو الحرية كانفتاح على العالم و الآخرين في تجاه الشخصنة عكس هدين التصورين دهب رائد الفلسفة الوجودية الفرنسي جون بول سارتر إلى أن للشخص حرية مطلقة لأنه مشروع حر و مفتوح على الإمكانات اللانهائية من خلال تجاوزه لوضعيته الأصلية بواسطة الأنشطة التي يقوم بها, فالشخص و بواسطة أنشطته يتمكن من التعالي على الوضعية التي وجد فيها نحو تحقيق إمكاناته ومشروعه, و بالتالي فالحرية هي ماهية الشخص, و بتعبير اكتر تركيز, الشخص في التصور الوجودي يمتلك ماهية تتجسد في حريته (الوجود سابق عن الماهية) فهو كشخص مقذوف به في هدا العالم و بفعل فعاليته وإبداعه يتجاوز ذاته وواقعه باستمرار. وفي الأخير ومهما اختلفت التصورات الفلسفية حول حرية الشخص فإنها تلتقي جميعها في الإعلاء و الرفع من قيمة الشخص بوصفه كائنا إنسانيا له إرادة و اختيار و فاعلية يعيش وجوده رفقة الآخرين وفي تفاعل معهم , فهل معنى هدا القول, أن الغير ضروري لوجود الأنا. 

 

 

 

عن الكاتب

Baalla Mohamed

التعليقات

';
';
Small Appliances  Category

جميع الحقوق محفوظة

دروس الثانية باكالوريا في رحاب الفلسفة